لم يلتفت الهولنديون الى خبر تأسيس ناد لتبادل الزوجات كثيرا، والسبب في ذلك يعود الى أن ممارسة كهذه ليست جديدة في المجتمعات الاوربية على رغم انها مازالت محدودة، لكنها خرجت من دائرة "النادر والاستثنائي" الى العادي. لكن المثير هو في تأسيس ناد مستقل ذي شخصية مادية ومعنوية ياخذ دوره واسمه في المجتمع. والسؤال الضروري هو.. لماذا تبادل الزوجات ؟.. أهو شعور بالملل وكسر للرتابة وتحد للاعراف، أم نتيجة طبيعية في مجتمع مادي ليس
للقيم معيار فيه أم انه الابتعاد عن الدين.. كل هذه اسئلة يمكن ان تشكل خلاصة لجواب شافي يحلل الظاهرة ويدرس نتائجها..
وهذا الخبر عاد بي الى تبادل الزوجات "العربي"، ذلك أن الامر ليس مقصورا على المجتمع الغربي فحسب فهذه الظاهرة موجودة في كل مكان في اسيا وافريقيا..ففي نوفمبر اثارت أخبار إلقاء القبض على زوجين مصريين متهمين بتنظيم حفلات جنس جماعية لتبادل الزوجات جدلا واسعا،وكانت الشرطة المصرية اعتقلت الزوج الذي يبلغ من العمر 48 عاما وزوجته "28 عاما" وتعمل مدرسة بعد تنظيمهما حفلات لتبادل الازواج في شقتهما بضاحية العجوزة الراقية في القاهرة من خلال شبكة الانترنت.
وكشفت التقارير ان الزوجين اللذين استخدما اسماء مستعارة " مجدي وسميرة " قاما بتقليد فيلم إباحي عن تبادل الزوجات وأرسلا مجموعة من الرسائل الالكترونية "الايميل" عبر الانترنت وان نحو 44 زوجا وزوجة لبوا دعوتهما للمشاركة في حفلات التبادل الجنسية.
ووقتها أدان جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان القبض على الزوجين وقال في اتصال هاتفى مع " ايلاف " انه "بغض النظر عن ظروفنا والتقاليد الدينية والأيديولوجية التي تحكم المجتمع، لا يملك احد الموافقة او غير الموافقة او التدخل فيما يخص حرية اي شخص اوما يفعله داخل منزله".
وليس ثمة شك أن العرب كانوا يتبادلون الأزواج في الجاهلية بشكل موقت، وورد في تاريخ العرب أن زواج البدل كان لغرض المتعة والتغيير دون الحاجة إلى إعلان طلاق أو عقد، وورد في حديث ابو هريرة أن البدل في الجاهلية هو أن يقول الرجل للرجل: "إنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي".
وربما تصدم الحقائق يضع هالة من العفة على "العربي" الذي هو كائن حي يتقاسم حياته مع أناس آخرين وحيوانات أخرى، وهو في ذلك يبتكر ما يحتاجه إلى سد جوعه المادي والروحي والجنسي من الطبيعة شأن البشر الآخرين. ولم يكن فردًا نزيهًا في يوم ما عن الحاجة الإنسانية، مثلما لم يكن هناك زمن مقدس وآخر عاهر، وما فعله السلف بالأمس يفعله الأحفاد اليوم إذا دعت الحاجة النزوع إليه، كما ابتكر الأجداد حاجاتهم في زمنهم الذي عاشوه.
وهالني من ينتقد الظواهر التي لا يرضى عنها وكأنه قديس والآخرين فاسقون. وما ينفع ذلك في شيء، طالما الغاية في الامر اكتمال نصاب الحقيقة. ومعالجة الظواهر بالعلم والمنطق لا بالخرافة والغيب.
وقائع عربية
وأول الوقائع، حيث لم يعد خافيًا ما نشرته الصحافة من أن لبنانيتين في البرازيل تبادلتا الأزواج بعد فشل كل منهما في زواجها الأول. وكان اتفاقًا بالتراضي لتفادي الفضيحة، والحفاظ على حياة زوجية مع الرجل المناسب.
وعلى الرغم من أن الأمر نادر الحدوث، لكنه يعطي الدليل على أن اندماج العربي مع العادات الاجتماعية والممارسات الجنسية التي كانت غريبة على المجتمع العربي بات ممكنًا طالما أن الأمر يستدعي ذلك. وفي دمشق العاصمة السورية إتفقت أسر على تبادل الأزواج. لكن استفحال الأمر دفع الجيران إلى الإبلاغ عنهم حيث ألقى الأمن الجنائي في دمشق القبض عليهم، واعترف الجميع بمعاشرة زوجات بعضهم البعض. والأمر ذاته تكرر في بعض العواصم لكن بتكتم حتى من قبل الصحافة المحلية. وورد في التاريخ العربي والشرقي إشارات مهمة الى هذا النوع من الايروتيكية الجماعية، وتنسجم في خطوطها العريضة مع تحليلات فرويد الجنسية التي تربط بين الدافع الجنسي الغريزي والأفعال الإنسانية.
وتقدم الملحمة الفارسية اناتغرافيا Anagaranga و الهندية كاماسوترا kamasutra و كتاب الشيخ النفزاوي "الروض العاطر في نزهة الخاطر" ملامح لنشاط جنسي حر، وتقدم تفسيرًا علميًا احيانًا واعتباطيًا أحيانًا كثيرة للظواهر الايروتيكية وجذورها الاجتماعية. وكانت الشاعرة سافو تضاجع نحو عشرين إمرأة يوميًا، اما ساتيريازس آله الإغريق فكان حصانًا هائجًا شبقًا على الدوام.
شذوذ جنسي
وادخل استخدام الجواري في الحياة الاجتماعية العربية، لا سيما الطبقة الارستقراطية، تقنيات وعادات وممارسات جنسية جديدة متنوعة، ومنها ممارسة الملوك والامراء واصحاب الاموال الجنس مع الجواري بعلم الزوجات في كثير من الاحيان. ويحصل أحيانًا أن يتبادل رجلان جاريتين.
وامتهنت الجواري الشذوذ الجنسي ومنح المتعة القصوى. وما لا توفره الزوجة، يجده الرجل لدى الجارية. وتحدثت كتب التاريخ عن أن نساءً كثيرات إخترن بأنفسهن الجواري لرجالهن، كما تعين الزوجات ايضًا أوقات الممارسة الجنسية مع الجارية.
تبادل الأزواج بين العرب
ويتمثل تبادل الأزواج بين العرب في نكاح الإستبضاع ( ابن الاثير ) فكان الرجل يقول لامرأته "اذهبي إلى فلان فأستبضعي منه"، وإنما يفعل ذلك رغبة في إنجاب الولد من شخص آخر ذي جاه وسطوة. وهو نكاح انتقائي موقت كان الرجل يدفع زوجته إليه، بعد أن يكون قد حسم اختياره للرجل الذي ستتصل به زوجته جنسيًا. ومعنى البُضع في اللغة : النكاح والمباضعة: المجامعة.
وكان هناك نساء عربيات ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا لمن أرادهن فيدخل الرجال على المرأة ولا تمانع من جاءها.
ونقل العرب نكاح الاستبضاع الى اهل الهند وايران وافغانستان، وكان اهل تلك البلاد إذا رأوا فارسًا عربيًا خلّوا بينه وبين نسائهم رغبة في أن يولد لهم مثله.
الزوج الثاني
واتخذت المرأة العربية زوجًا اضافيًا في نكاح المضامدة فكانت تصادق اثنين او ثلاثة في القحط لتأكل عند هذا وهذا لتشبع. وشاع بين العرب وسكان الشرق القديم نكاح نساء الآباء وجاء في الكتاب المقدس العهد القديم، انه اذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه فيقتلان كلاهما. وكان العرب يرغبون في تبادل الازواج مع من امتلك النساء القويات ايضًا، وكان العربي يرغب في مضاجعة المراة المليئة بالشبق الجنسي وتسمى الهجول لأنها ذات متاع طويل، ومن صفاتها أنها قعرة لا تكتفي إلا بالمبالغة في الولوج. ويرى خالد المدثر أن تبادل الزوجات يشيع في مناطق السودان الحدودية، ويقول ان في نيجيريا طائفة مسلمة يتبادل الازواج فيها الزوجات. وكانت الطائفة أثارت حفيظة المسلمين بعد أن وصفت مقرها بأنه الكعبة. وكانوا يطوفون حول مقرهم كما يفعل المسلمون في مكة.
تبادل الزوجات في العراق
واعترف مهدي طالب وهو امير الامراء في جمعية متشددة عراقية للسلطات العراقية حين القي القبض عليه في 2006، انه اصدر فتوى شرعية أباح فيها تبادل الزوجات بين أفراد المجموعة تحت ذريعة تقوية العلاقات. واعترف الخالدي، وهو أحد افراد المجموعة، انه قدم زوجته إلى أمير مجموعته وتسلم مقابلها زوجة مساعد الأمير المدعو وليد حسين.
ويقول على قاسم وهو رجل دين عراقي يعيش في لندن إنه التقى مهدي، وهو رجل متشدد اتخذ من الدين غطاءً لنزواته وكان في عهد صدام حسين سكيرًا ومثيرًا للشغب لكنه اصبح متشددًا بعد ذلك، واباح لنفسه فعل الكثير من المحرمات.
ويقول عبد الغفار من مصر ان هناك طائفة في مصر هي البهائية تعتقد بوجوب تبادل الأزواج. وان نشطاء إسلاميين طالبوا الحكومة بمعاجة الموقف.
ويقول الدكتور علي كامل لـ "إيلاف"، وهو طبيب عراقي يعيش في هولندا، إن مليونين ونصف المليون من الأميركيين يتبادلون الزوجات بانتظام. ويتم الترويج لهذه الأفعال من خلال النوادي الليلية والمجلات ومواقع الإنترنت.
وتقول احصائية على الانترنت، إن هناك أربعمئة ألف بريطاني يفعلون ذلك كل أسبوع. ويقدم لك موقع جوجول بيانًا جيدًا عن حجم تبادل الأزواج، عاكسًا الفوضى الجنسية التي تجتاح العالم اليوم.
وترى Terry Gould في كتابها (أسلوب الحياة نظرة إلى الطقوس المثيرة جنسياً) أن الأمر بدأ بين طياري سلاح الجو الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، ففي هذا المجتمع كانت نسبة الوفاة عالية، مما أدى إلى نشوء علاقة حميمة بين الطيارين حيث كان الطيار يعتني بكل الزوجات ويمارس الجنس مع المرأة التي غاب عنها زوجها.واستمرت هذه الممارسات خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، وانتشر الأمر إلى المناطق القريبة، وأخذ الإعلام يشير اليها باسم "نهب الزوجات" ثم عالجت السينما الموضوع ونشرته بطريقة أوسع. وفي أحد الأفلام يضع الأزواج مفاتيح سياراتهم في إناء ثم تأتي الزوجات وتأخذ كل واحدة مفتاحًا وتذهب بالتالي مع صاحب المفتاح.
ويرى عالم الاجتماع العراقي حنا كوركيس ( مغترب في الولايات المتحدة منذ 40 سنة ) ان حرب فيتنام ولدت فكرة " الجنس عند الطلب ". و نٌشر في تلك الفترة كتابًا " COMFORT " أرسى دعائم الجنس الجماعي وتبادل الزوجات والتمتع باللذات الجسدية، وأصبحت الخيانة الزوجية واللواطية مقبولتين كونهما تعبيرًا عن الحرية الشخصية.
جنس جماعي
ويرى بسيوني ابراهيم، وهو مصري كان سائقًا لمليونير عربي، ان حفلات الجنس الجماعي منتشرة في العواصم العربية بشكل سري للغاية، لا سيما بين عوائل ارستقراطية يتم خلالها تبادل الزوجات والأزواج لكسر الروتين. ويتفنن هؤلاء في البحث عن المتعة بمختلف الأشكال لأن الطرق المتداولة لم تعد تستهويهم. وشهدت المعايير الصينية في الجنس تراخيًا كبيرًا في العقود الأخيرة، مما أدى الى زيادة كبيرة في عدد العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج.
ونقلت صحيفة تشاينا ديلي عن زانج فينج ازدياد تبادل الزوجات بين عامة الناس، ممّا ادى إلى تفشي أمراض خطرة. وترى عالمة الاجتماع البريطانية كاترين جول أن تبادل الزوجات نوع من الترفيه وأن لا أحد يمتلك الحق في ايقافه، على الرغم من استنكارها له. لكن سمير معتصم ( اخصائي اجتماعي) يرى أن المرأة هي الضحية أبدًا في الشرق، فالرجل الشرقي يصور نفسه ذي رغبة جنسية عارمة لا تستطيع زوجة واحدة إستيعابها.